جاد المالح
كوميدي مغربي موهوب، ينحدر من أسرة مغربية. ولد جاد في مدينة الدار البيضاء سنة 19 أبريل 1971. عرف النجومية بعد عرضين كوميديين لقيا نجاحا كبيرا في فرنسا وفي الولايات المتحدة: “la vie normale” و”l’autre c’est moi”. شارك في العديد من الأفلام إلى جانب كبار الفنانين العالميين.
كوميدي مغربي الأصل، يهودي الديانة، فرنسي الجنسية، يجسد مسار فنان متعدد الهويات، انطلق من مسقط رأسه بالدار البيضاء، كبرى مدن المغرب، ليحلق في سماء الفن التمثيلي والفكاهي في فرنسا والدول الفرنكوفونية.
المولد والنشأة
ولد جاد المالح يوم ١٩ أبريل/نيسان ١٩٧١ في مدينة الدار البيضاء بالمغرب، وهو من أسرة يهودية مغربية. تشرب صغيرا الروح الفنية من والده ديفد، التاجر الذي كان يمارس في أوقات فراغه فن التعبير المسرحي الصامت.
الدراسة والتكوين
تابع دراسته في ثانوية ليوطي بالدار البيضاء، وكانت علاقته متوترة بالفضاء المدرسي. وفي عام ١٩٨8 توجه إلى مونريال بكندا لدراسة العلوم السياسية.
وفي ١٩٩٢ انتقل إلى باريس بعد أن اختار خوض مغامرة احتراف الفن، والتحق بمدرسة فلوران، أرفع معاهد تكوين الممثلين المحترفين، وقضى بها سنتين ونصف.
التجربة الفنية
كانت بدايات ظهور جاد المالح الاحترافية على الخشبة مع الممثل الكوميدي الفرنسي اليهودي ذي الأصل التونسي أيلي كاكو. وفي عام ١٩٩٧ واجه جاد الجمهور بعمل فكاهي متكامل تمثل في عرضه الفردي الأول الذي حمل عنوان "ديكالاج". وبالموازاة مع ذلك دخل عالم السينما في نفس العام بدوره في فيلم "سلاما ابن العم" للجزائري مرزوق علواش.
وبعد تجارب متعددة، حقق جاد نجاحا ساحقا في كوميديا " شوشو" التي استقطبت أربعة ملايين مشاهد. وتلاحقت عروضه الفردية التي بوأته صدارة النخبة التي تضحك ملايين الفرنسيين. قدم عرضه "الحياة العادية" و"الآخر هو أنا" ( ٢٠٠٥)، ثم "بابا فوق" في ٢٠٠٧ الذي قدمه على مسارح حاشدة على مدى ثلاث سنوات حافلة بالنجاحات.
جرب أيضاً الوقوف خلف الكاميرا لأول مرة عام ٢٠٠٩ بفيلم " كوكو". وفي ٢٠١٢ تقاسم مع النجمة صوفي مارسو بطولة فيلم "السعادة لا تأتي بمفردها"، ثم عاد إلى اللقاء المباشر مع الجمهور بعرض "دون طبل" الذي تواصلت جولاته عبر العالم منذ ٢٠١٣.
ويعزى النجاح الكبير لعروضه الساخرة الفردية إلى قدرته الهائلة على استلهام مشاهد من الطفولة وتجاربه الشخصية ومزجه بين ثقافة الإضحاك المغربية والفرنسية، وقدرته الحركية فضلا عن توظيفه لتقنيات الرقص وإتقانه العزف على البيانو والقيثار، مما يضفي عليه صفة فنان شامل.
تجاوز المالح حدود فرنسا مشاركا في أدوار متفاوتة الأهمية في أفلام هوليودية من قبيل "منتصف الليل بباريس" لوودي آلن، و"تانتان" لستيفن سبيلبيرغ، ولعب دور طباخ للنجم آل باتشينو في "جاك وجولي".
يشتهر المالح بمناصرته للوبيات اليهودية في فرنسا وبتأييده لإسرائيل، وقد اضطر في يوليو/تموز 2014 إلى إلغاء حفل له في مهرجان بيت الدين بلبنان بعد أن قامت ضده حملة في لبنان.
عُرف بانتقاداته الشديدة للفنان الفرنسي ديودونيه الذي دأب على انتقاد الحركة الصهيونية ووسائلها في توجيه الرأي العام، وطالب بمحاكمته على آرائه، ووضع حد لما يقوله معتبرا أن ما يقولوه ديودونيه ليس فنا بل أداء معاديا للسامية يجب وقفه.
الجوائز والأوسمة
وشح جاد المالح سنة 2006 بوسام فارس للفنون والأدب من طرف وزير الثقافة الفرنسي، كما حصل على دكتوراه شرفية في العلوم الإنسانية والاجتماعية من جامعة الأخوين بإفران المغربية.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية